ماذا تبقى من أرض فلسطين؟

الاستيطان المؤسسي يتم بشكل بطيء مستمر أمام الجميع، ونتيجته المباشرة تقليص أرض فلسطين.

في سياق من ثمانية

سجلتُ نص الحلقة في نهاية نوفمبر، وكنت أقول إن عدد المهجرّين من غزة 1.5 مليون فلسطيني، وكل أسبوع يزداد هذا الرقم، إلى أن وصل في موعد النشر، عند آخر تسجيلاتي للنص، أكثر من 1.8 مليون فلسطيني هُجرّوا من بيوتهم، نتيجةَ العدوان المستمر من الاحتلال الإسرائيلي، خلال شهرين فقط.

هذا التهجير الواضح بقوة السلاح ما هو إلا جزء من صورة أكبر وأعم، من تهجير مؤسسيّ بطيء طويل المدة، يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في كل مناطق فلسطين، وهذا التهجير المؤسسي تتضح صورته «غير المسلحة» في الضفة الغربية.

والتهجير هو الخطوة الأولى في الاستيطان؛ إذ إن الاستيطان ينقسم إلى نوعين: بؤر استيطانية، ومستوطنات. وكلا هذين النوعين ممنوع حسب القانون الدولي.

البؤر الاستيطانية تتكون عبر تجمعات عشوائية من يهود إسرائيليين، وتزعم حكومة الاحتلال منعها، وأقول «تزعم»؛ لأن ثلث البؤر الاستيطانية تحولت إلى مستوطنات «نظامية» بحسب نظام الاحتلال الإسرائيلي.

المستوطنات كذلك نوعان، الأول كوّنته حكومة الاحتلال، عبر بنائها مجمعات سكنية تحفز المستوطنين إلى السكنى فيها.

النوع الثاني الأهم يأتي من الجمعيات الاستيطانية، وهي منظمات «غير ربحية» تموّل مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية. وهي:

  1. جمعية الأصدقاء الأمريكيين للتاج الكهنوتي (عطيريت كوهنيم).

  2. جمعية ألعاد. 

  3. الصندوق القومي اليهودي.

  4. «شركة» نحالات شمعون.

وأقول إن الأخيرة شركة لكونها سُجّلت في ولاية ديلاوير بأمريكا شركة عقارية رسمية، وهي المسؤولة عن مجازر الفلسطينيين في حي الشيخ جراح.

هذا الاستيطان المؤسسي يتم بشكل بطيء مستمر أمام الجميع، ونتيجته المباشرة تقليص أرض فلسطين؛ مما يعوق ويُصعِّب حل الدولتين.

سياقسياقنتقاطع مع كثير من المفاهيم والظواهر يوميًّا؛ فتولّد أسئلة تحتاج إلى إجابة، وفي «سياق»، نضع هذه الأسئلة في سياقها الصحيح.