05: من أين أبدأ تصميم نمط حياتي؟

في هذه اللحظة لا يهم من أين أتيت، ولا إلى أين أنت ذاهب، ولا إن كنت متأخرًا عن الركب أو متقدمًا، ولا إذا كنت اتخذت القرارات الخاطئة أو الصحيحة طوال الطريق.

نقطة البداية / Imran Creative
نقطة البداية / Imran Creative

المفهوم💡

من أين أبدأ تصميم نمط حياتي؟

  • ج: من هنا حيث أنت الآن. 📍

  • في هذه اللحظة لا يهم من أين أتيت، ولا إلى أين أنت ذاهب، ولا إن كنت متأخرًا عن الركب أو متقدمًا، ولا إذا كنت اتخذت القرارات الخاطئة أو الصحيحة طوال الطريق. 

  • كل ما يهمنا هنا هو معرفة موقعنا الحالي: أين نحن الآن؟

  • لشرح هذا المفهوم أريدك أن تتخيل معي (بعيد عنّك هذا السيناريو) أنك ضعت في الصحراء، فعندما تكون ضائعًا لا تعرف إلى أي اتجاه تسير وعلى بُعد كم ستضطر للمسير حتى تنجو. وقبل اتخاذ أي قرارات تخبطية تبدأ التعاطف مع ذاتك في محاولة لفهم وضعك وموقعك الحالي. حتى لو كانت بحوزتنا خريطة مفصلة للعالم كله فهي بلا فائدة إن لم نكن نعرف موقعنا الحالي. أين نحن الآن؟

  • لذلك يبدأ تصميم نمط حياتك مِن فهم وضعك ومكانك الآن. نترجم هذا بلغة تصميم نمط الحياة إلى التعاطف مع أنفسنا وفهم المشكلات الجوهرية التي تحتاج إلى حل (إعادة تصميم). 

  • تحديد هذه المشكلات من أهم القرارات التي تبدأ بها الرحلة، وفي الحقيقة هذا الأمر ليس بالسهل. فكثيرًا ما نقع في وهم أننا نحل مشكلة جوهرية ونحن عالقون في مشكلة وهمية مضللة؛ لذلك لا عجب أن ينتهي المطاف بكثير من الناس إلى خسارة سنوات من أعمارهم (أو حياتهم كلها) ساعين في حل المشكلة الخاطئة؛ ومِن ثم يعيشون «حياة تعيسة»، أو أفضِّل أن أسميها «حياة لا يريدونها ولا تشبههم».

  • من أبرز أنواع المشكلات المضللة ما يسمى مشكلات الجاذبية كما أطلق عليها ديڤ إيڤانز وبيل برنيت أستاذا التصميم في جامعة ستانفورد ومؤلفا الكتاب الشهير «تصميم حياتك» (Designing Your Life) أحد أهم المراجع التي استندت عليها في بحثي عن تصميم نمط الحياة. 

  • مشكلات الجاذبية: هي المشكلات التي لا يد لك فيها أو إمكانية لحلها أو تغييرها. مثل تغيير قوانين البلد أو أسعار السوق أو تغيير قوانين كونية وفيزيائية كما هو الاسم المأخوذ من محاولة تغيير الجاذبية. تستطيع أن تقاوم الجاذبية كما تشاء، لكنها واقع. 

كيف أتعامل مع مشكلات الجاذبية؟

  • مشكلات الجاذبية ليست مشكلة أساسًا، بل واقع.

  • لذلك من المهم عند تفحّص مشكلاتنا معرفة الفرق بين المشكلات الحقيقية التي نستطيع التعامل معها والأخرى الوهمية مثل الجاذبية التي هي في حقيقة الأمر ليست مشكلة بل واقع؛ ومِن ثمّ علينا تقبُّلها وإعادة تأطيرها بأيدينا وأن نبتكر الحلول للتعايش معها وتخفيف وقعها علينا. 

كيف أعرف موقعي الحالي؟

المعتقد المعطِّل: يجب أن أعرف بالفعل إلى أين أنا ذاهب.

إعادة تأطير: لا يمكنك معرفة إلى أين أنت ذاهب حتى تعرف أين أنت الآن.

من أجل بدء العملية، نحتاج إلى «تبسيط*» الحياة إلى عناصر أربع أساسية: الصحة والعمل والعلاقات واللعب. ثم نطرح سؤالنا اليومي المعتاد «كيف الحال؟» لنأخذ هذا السؤال حرفيًا ونسأل عنه في كل عنصر من العناصر المهمة في حياتنا التي اخترنا منها أربعة هنا لنصمم وفقها حياتنا ونختار المشكلات التي سنبدأ معها التصميم. 

* قولي «تبسيط» سببه أن عناصر الحياة معقدة ومتداخلة ويؤثر كلٌ منها في الآخر. ونختلف أيضًا في قائمة العناصر المهمة لكل منا؛ فالبعض لديه عناصر مهمة وتفصيلية أكثر مثل الروحانية أو المال أو التعليم أو السفر. إلا أننا نريد تبسيط هذا المفهوم وجعلها عملية قابلة للتطبيق لمعظم المصممين. 

  • كيف الصحة؟
    أن تكون بصحة جيدة في الجسم والعقل والروح.
    الصحة هي أساس كل شيء، فعندما لا تكون بصحة جيدة فلا شيء آخر في حياتك يعمل بشكل جيد. والـ«صحة» عنصر عام وكبير تنضوي تحته عناصر فرعية مثل صحتنا النفسية والبدنية والروحانية. الأهمية النسبية لكل جانب من هذه الجوانب الصحية متروكة لك. ولكن بمجرد معرفة كيفية تعريف «الصحة» يجب عليك التنبّه لها. فمدى رضاك عن صحتك متعلق بشكل كبير بتقييمك لجودة نمط حياتك.

  • كيف العمل؟
    نعني بالعمل: مشاركتك في المغامرة الإنسانية المستمرة لعمارة هذه الأرض. هي الأشياء التي تفعلها وتقدم فيها المنفعة للآخرين. لا تختصر تعريف العمل فيما تؤديه بأجر مادي فقط. معظم الناس لديهم أكثر من شكل للعمل في وقت واحد، من أشكالها التطوع والمشورة وخدمة المجتمع. وتربية الأطفال أيضًا من أمثلة أشكال العمل. فما مدى رضاك عن عملك ومسيرتك المهنية؟ (أو دراستك إذا كنت طالبًا)

  • كيف العلاقات؟
    نحن بشر وكائنات اجتماعية ولن نستطيع العيش وحدنا. جزء كبير من سعادتنا أو شقائنا في الحياة متعلق بجودة علاقتنا والحب في حياتنا. لن نحاول تعريف العلاقات والحب،  لكننا نعرف أن عليك أن تولي اهتمامًا كبيرًا بذلك. يأتي الحب إلينا في أشكال عدة ومن مصادر متنوعة، من الوالدين إلى الأصدقاء إلى الزملاء إلى المجتمع، لكنهم جميعًا يشاركون في هذا الشيء، هذا الشعور بالاتصال.
    مقياس العلاقات: أولاً، تأتي أسرتنا وعلاقتنا الأساسية، ويأتي الأطفال عادة بعد ذلك، ومن ثم الأصدقاء أو الحيوانات الأليفة أو المجتمع أو أي شيء آخر يجلب المودة إلى حياتنا. من هم الأشخاص في حياتك؟ من المهم منهم ومن غير المهم لكنك ملزم بالتعامل معه؟ وكيف يتدفق الحب منك إليهم ومنهم إليك؟ فكّر بمن تختلف معهم وكيف تتعامل مع الاختلاف؟ ومِن ذلك تقييم مدى رضاك عن العلاقات في حياتك.

  • وأخيرًا وليس آخرًا، كيف اللعب؟
    نعني باللعب: أيَّ نشاط يجلب الفرح والانبساط. يمكن أن يشمل النشاط المنظم أو المساعي الإنتاجية، ولكن فقط إذا كان للمتعة لا لأهداف أخرى. «كل الأرواح تحتاج إلى اللعب». تذكّر كيف كان حضور اللعب في صغرك وكيف تقِّيم حضوره الآن في موقعك الحالي؟ 

    • لا يوجد حكم أو تقييم خارجي على إجاباتك هنا. الفكرة هي اختيار ما يجب تصميمه أولاً، وإشعال الفضول حول كيفية تصميم هذه المنطقة الخاصة من حياتك. الوعي والفضول هما عقلا التصميم اللذان تحتاجهما لمعرفة موقعك الحالي وبدء تصميم حياتك للأمام.

    • نؤكد أنه لا توازنَ مثالي في هذه المناطق. لدينا كلنا أمزجة واحتياجات مختلفة عن الصحة والعمل واللعب والعلاقات. وقد تختلف من وقت إلى آخر في حياتنا. المهم في هذا التمرين هو استشعارك الشخصي وتقييمك إما بالرضا «لدي ما يكفي» أو «هناك شيء مفقود»؛ لأبدأ في إعادة تصميمه. 


التمرين 🏋️

كيف الحال؟

بإمكانك تطبيق التمرين خلال 5 دقائق على ورقة أو منديل أو دفترك الخاص.

  1. كيف تقيم رضاك في هذه العناصر الأربعة؟ (0: غير راض إطلاقًا 😖 – 4: راض تمامًا😌)

    • الصــــــحة.  

    • العــــــــمل. 

    • اللعــــــــب. 

    • العلاقات.

  2. هل اكتشفت مشكلات جوهرية في أي من العناصر الأربعة تحتاج إلى حل؟ 

  3. هل اكتشفت أي مشكلات جاذبية تشعر أنك عالق فيها؟ كيف ستعيد التأطير للتعايش معها؟

  4. هل لديك أسئلة أو ملحوظات أخرى حول التمرين وخطوة معرفة موقعك الحالي؟

نشرة نمطنشرة نمطنشرة أسبوعية تتجاوز فكرة «أنت تستطيع» إلى «كيف تستطيع» تحقيق أهدافك وتحسين نمط حياتك.