08: كيف أختار الوجهة؟

حياتك ليست شيئًا، حياتك تجربة، والمتعة تأتي من التصميم والاستمتاع بالتجربة.

اختيار الوجهة / Imran Creative
اختيار الوجهة / Imran Creative

تحدثنا في النشرات السابقة عن معرفة (موقعك الحالي) ثم (بناء بوصلتك) لمعرفة الاتجاه، ومن ثم المهارات اللازمة لفن الاستدلال (لاختيار الطريق). يأتي تراتبيًا بعد هذه الخطوات مفهوم اليوم، وهو اختيار الوجهة وسعي تصميم نمط الحياة إليه.

المفهوم 💡

كيف أختار الوجهة؟ 📍

  • تعريف الوجهات 📍 في سياق تصميم نمط الحياة:

    هي المحطات أو الأهداف التي اخترتها ساعيًا إلى تحقيقها أو خوضها أو للحصول عليها في حياتك.

  • فكّر بسؤال وين ودك تتعشى اليوم؟ غالبًا «وليس دائمًا 😅» عملية اتخاذ قرار العشاء تتم بشكل سريع وتلقائي. لديك تجارب وخبرات كثيرة حول المطاعم والخيارات المحتملة في منطقتك، تتذكر سريعًا ما أعجبك منها وما لم يعجبك، «تفلتر» الخيارات وفقًا لمعاييرك وقيمك (السعر والطعم والخدمة والمسافة والجو ...) ثم تختار مطعمًا واحدًا من بين عشرات المطاعم المقبولة لك. ولعلك تستمتع بالتجربة دون حسرة على الخيارات الأخرى التي لا يتسع وقتك (وبطنك) لها.

  • على نحو مماثل «ومع فرق التشبيه» الحياة مليئة بالخيارات المقبولة لنا وفقًا لتجاربنا السابقة وتفضيلاتنا وأولوياتنا الحالية.

  • إذن حتى نجيب عن هذا السؤال لنتفق على أمرين اثنين:

    1. لا توجد في الحياة وجهة واحدة فقط، بل لكل منا عدة وجهات محتملة تعد لك خيارًا موفقًا ومنسجمًا مع حياتك ومن تكون وما تريد. معرفة هذه الوجهات المقبولة يجعلنا أقل توترًا حول فكرة المثالية في اختيار الوجهة، ويساعدنا على حسن الاختيار وإعادة تصميم الطريق للوصول إليها. 

    2. لا يمكننا تحديد الوجهة قبل تلبية المتطلبات السابقة لها. فلا يمكن لنا أن نختارها دون معرفة أنفسنا وواقعنا الحالي (الموقع الحالي)، ومعرفة قيمنا وما نعده أولوية في حياتنا (بناء البوصلة)، ومن ثم معرفة الطرائق والنشاطات التي ننسجم معها ونرغبها في حياتنا (اختيار الطريق) المؤدية للوجهات المقبولة لنا. ذلك أشبه بإجابتنا ونحن صغار عن سؤال «وش تبي تصير إذا كبرت؟» فنقول بكل حماسة: طيار وشرطي وطبيب. 👦🏻

  • ولذلك تصبح مثل هذه الأسئلة «إلى حدٍ ما» أسهل للإجابة أو التحديد مع التقدم في العمر. فمع خوض المزيد من الخبرات والتجارب والاستبصار في أنفسنا يسهل علينا الإجابة عن هذا السؤال واختيار وجهات ومحطات تشبهنا وتنسجم معنا ومع تصميم رحلة حياتنا.

  • حياتك ليست شيئًا، حياتك تجربة، والمتعة تأتي من التصميم والاستمتاع بالتجربة.


التمرين 🏋️

غدًا كان يومًا جميلاً

إحدى الأدوات والتمارين المفضلة لدي عنونتها بهذه الجملة المتفائلة «غدًا كان يومًا جميلاً». وهو مستوحًى من تجربة شاركتها المصممة ديبي ميلمان في مقابلة لها حول تمرين يدعي «خطة العشر سنوات». وهي ببساطة أداة تساعدك على وصف تخيلي للغد الجميل الذي تطمح إليه وترضى به «كإحدى الوجهات المقبولة» لك. سأعيد طرح هذا التمرين لك هنا بتصرف، وإذا تحب أنصحك بالاستماع مباشرة لوصف ديبي لهذا التمرين في المقابلة هنا

لذلك، قبل خوض هذا التمرين، أذكّرك بأن لكل منا عدة احتمالات ووجهات في الحياة تناسبنا في الحياة ولسنا حكرًا على خيار ووجهة واحدة. وقد يكون ذلك أحد أكثر الأسباب التي تجعل سؤال المقابلات الوظيفية (أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟) مزعجًا لكثير منا.

أدعوك في هذا التمرين إلى أن تتخلى عن هذا التمسك وتطلق العنان لمخيلتك والاستمتاع بالتجربة.

  • أحضر مشروبك، دفترك، وقلمك المفضل أو استخدم قالب التمرين.

  • ضع مؤقِّتًا لمدة 30 دقيقة دون مشتتات أو شواغل.

  • ضع لنفسك حدًا أدنى حول 250 كلمة واكتب (بإسهاب) استجابتك إلى الأسئلة التالية:

  • تخيل معي: اليوم بعد 10 سنوات في شتاء ديسمبر 2033 اكتب التاريخ وابدأ بوصف يومك منذ استيقاظك من النوم حتى عودتك إليه بنهايته وكأنك توثقها في مدونتك الخاصة. 

    • أين أنت؟ في أي بلد ومدينة؟ كيف هي الأجواء في الخارج؟

    • بيتك:  كم حجمه؟ ما تصميمه وشكله؟ فيه حديقة؟ مزرعة؟ شقة؟ فيلا؟

    • عائلتك: من معك؟ متزوج؟ من هم أفراد عائلتك؟ كيف صبّحت عليهم؟

    • روتين الصباح: متى استيقظت؟ وأيش أول شي سويته لما قمت من النوم؟

    • صحتك: كم عمرك؟ كيف صحتك؟ لياقتك؟ وصف لوجهك وجسمك؟

    • عملك: هل عندك دوام؟ متقاعد؟ عندك شركتك الخاصة؟ ما نوع عملك؟

    • أصدقاؤك: من هم أصدقاؤك في ذلك الوقت؟ كيف علاقتكم؟ ألديكم خطط اليوم؟

    • ملبسك ومركبك: كيف شكل لبسك ذاك اليوم؟ ما سيارتك؟ لديك مركبات أخرى؟

    • لعبك: بعد نهاية يومك، كيف تصف لعبك وترفيهك؟ عندك روتين ترفيهي؟ مع مين؟

    • هواياتك: هل هناك هوايات معينة تمارسها؟ أصبحت محترفًا فيها؟

    • جدول يومك: حاول دمج جميع ما سبق وترتيبه (أو بعضه) في خط زمني من الصباح حتى تعود إلى فراشك للنوم.

  • بعد الانتهاء من وصف هذا اليوم، إسأل نفسك:

    • أي من أحداث هذا اليوم شعرت أنه صعب أو مستحيل التحقيق؟ لماذا؟

    • أي من أحداث هذا اليوم وجدته صعب التخيل أو الوصف؟ لماذا؟

    • بناء على نمط حياتك الحالي، كيف ترى الطريق إلى ذلك اليوم؟

  • لا تنس أن هذا اليوم هو «احتمال» واحد فقط من احتمالات لا نهائية لحياتك. 

  • لا توجد إجابات أو «وجهة» مثالية - لذلك لا تتقيد أو تتمسك بمحاولة الإجابة بشكل دقيق ومثالي (مثل: لا أعلم ما موديل السيارات في ذاك الوقت، أو: لا أعرف إذا كان فلان سيكون على قيد الحياة أم لا) أجب عن هذه الأسئلة ببعض من المرح والحلم كما لو أنه سيحدث حقيقة وبمقاييس الحياة اليوم. 

  • ومن تجربتي الشخصية لهذا التمرين، وكما تصف (ديبي) كذلك محذرة: إن مفعوله كالسحر! ستجد أن معظم ما تكتبه في هذه الصفحة الواحدة يتحقق بطريقة أو بأخرى خلال حياتك. وستجد أن الفرص والأبواب وعلامات الطريق تصبح أكثر وضوحًا بعد أن تحدد وجهة ما.

  • «تفاءلوا بالخير تجدوه» فهذا التمرين هو تطبيقًا صريحًا لنسخة من نسخ الحياة، ويوم من أيام حياتك القادمة التي تتوق وتسعى لها دون خوض تفاصيل كيفية الوصول بعد. (حديثنا عن هذا في النشرة التالية). 

  • عشر سنوات قد تبدو لك بعيدة جدًا، وهي كذلك! لكنها في الوقت نفسه أقرب مما تتخيل. هل تذكر أين كنت في شتاء 2013؟ 10 سنوات هي فترة قصيرة نسيبًا من حياتك، لكنها أيضا كافية لتبدأ حياة جديدة كليًا نحو ما تريد.

  • احفظ هذه الصفحة في مكان ما، وراجعها مطلع كل سنة وانظر كيف تسير الأمور نحو هذا اليوم الجميل. 

نشرة نمطنشرة نمطنشرة أسبوعية تتجاوز فكرة «أنت تستطيع» إلى «كيف تستطيع» تحقيق أهدافك وتحسين نمط حياتك.