11: كيف أفشل بنجاح؟

لا أحد فينا معصوم من الخطأ أو الفشل أو مُلزم بأن يبقى في تطور أو تراجع فتصميم وعيش الحياة رحلة مليئة بالتجارب والفشل والتصحيح. وكيف السبيل إلى النجاح في ظل الفشل؟

إصابة الهدف / Imran Creative
إصابة الهدف / Imran Creative

تحدثنا في النشرة السابقة عن مفهوم النمذجة (أو بناء النماذج الأولية) لتصميمات الرحلة. وبطبيعة الحال، كلما كثرت تجاربنا زادت احتمالات الفشل، لكن ليس كل الفشل سواء. 

المفهوم 💡

كيف أفشل بنجاح؟

  • لكل منا تعريفه الخاص بالفشل. ويعد الغالبية الفشلَ تجربة سلبية غير مرغوبة نحاول تفاديها بكل ما أوتينا من طرائق وأساليب، وقد يكون أكثر ما يحرمنا من الفرص ويجعلنا جامدين في مكاننا هو الخوف من الفشل.

  • لكن لو تمعَّنا قليلًا لوجدنا أن هذا الخوف ليس من الفشل بحد ذاته، بل من الأعراض الجانبية للفشل (حرج من الناس أو خسارة موارد أو ضياع وقت...)؛ لذلك من المهم أن نفكر كالمصممين ونرحب بالفشل؛ لكونه جزءًا مهمًا من العملية وعنصرًا أساسيًا للتقدم أو التطوُّر في تصميم أنماط حياتنا. 

إعادة تأطير للفشل

  • في تصميم نمط الحياة نعرِّف الفشل بطريقة مختلفة؛ فالفشل هو عندما لا تسير الأمور كما هو متوقع أو مخطط له.

  • لك الخيار في كيفية تقييم وتصنيف ما يحدث لك؛ لذلك اتخِذ قرارًا واعيًا ونشطًا بتضمين الفشل (أي الأمور التي لا تسير كما هو متوقع) كخطوة مهمة في عملية تصميم حياتك وشرط ضروري لجمع المعلومات والتحقق من الرحلة والقرارات كما تناولنا في النشرة السابقة (النمذجة).

  • وهذا جزء من واقع الحياة؛ فلا يوجد أحد لم يجرب أنواع الفشل (مواجهة المفاجآت غير المتوقعة)، بل سيجزم لك أي شخص ناجح في حياته بأن الفشل أو مواجهة الأشياء التي لم يتوقعها وكيف تعامل معها هو ما أدى به إلى النجاح الذي وصل إليه. 

  • قد يستغرق الأمر بعض الجهد والوقت والتعوُّد لاعتماد هذا التعريف الجديد، وقد تواجه بعض المقاومة الداخلية.

  • لذلك تكمن الخطوة الأساسية في رحلة إعادة تأطير الفشل في مهارة تصنيف أنواعه المختلفة لنتمكن من الخطوة التالية، وهي التعامل معها جميعًا بالشكل الملائم الذي يجعلنا نعيد علاقتنا مع الفشل. فبدلًا من الشعور بالتوتر والقلق أو الخوف بشأن ذلك، نصمم الظروف والفرص التي نرحب فيها بالنوع الجيد من الفشل لتكون جزءًا من وقود الرحلة. 

تصنيف الفشل

  • ليست كل الإخفاقات سواء؛ ففي كل مرة نفشل فيها (أو لا تسير الأمور كما كنا نتوقع) نواجه غالبًا واحدًا من ثلاثة أنواع:

    1. زلة صغيرة: أخطاء بسيطة غير مقصودة وليس من عادتك ارتكابها.
      (مثلًا: نسيت أن تدفع الحساب في المطعم أو سكبت القهوة على ثوبك)، في مثل هذه الزلات البشرية الصغيرة لا يوجد شيء للتعلم. أفضل استجابة هي الإقرار بأنك قد أخطأت، اعتذر إن لزم الأمر وانتبه المرة القادمة وتجاوز الموضوع.

    2. نقطة ضعف: هي الأخطاء التي ترتكبها تكرارًا. أنت تعي نفسك وتعرف مصدر هذه الإخفاقات، ومن المحتمل أنك بدأت رحلة السعي إلى تصحيحها وما زلت. يتطلب الحديث عن إستراتيجية التعامل مع نقاط ضعفك منشورًا منفصلًا، لكن ما يهمنا في سياق إعادة تأطير الفشل هو تمييز هذا النوع من بين الأنواع الأخرى، ومن ثم التعامل معه بالشكل الصحيح. 

    3. فرصة تطوير: هذا هو الصنف الفاخر من الفشل إن صح التعبير 🎖️، حيث الإخفاقات جديدة عليك؛ فهي ليست زلة صغيرة ولا نقطة ضعف متكررة، بل منجم للتعاليم والاكتشافات. هذا النوع من الفشل غالبًا يأتي من التجارب والمواقف الجديدة عليك. ويمكنك دائمًا تحديد سبب الخطأ والحلول المقترحة للتطور أو لعدم الوقوع فيها مرة أخرى. بناء النماذج الأولية يُعَد من أفضل الأمثلة المهيئة لمثل هذا النوع من الفشل. وهنا أمثلة أخرى لتقريب الصورة:

      • لأول مرة تفتح مشروعًا تجاريًا وخسرت فيه. 

      • أول مرة تدخل مقابلة شخصية ورفضوك.

      • دخلت منافسة في ظروف جديدة ولم تحرز الفوز.

لاحِظ أن في جميع الأمثلة السابقة منجم من تعاليم يمكننا أن ننقب عنها ونتطور من خلالها. دعنا نوجه انتباهنا هنا؛ لأن في مثل هذا النوع من الفشل يكمن السعي ونجد الفرص الرائعة للنمو والتطوير. 

لا أحد فينا معصوم من الخطأ أو الفشل؛ فتصميم وعيش الحياة رحلة مليئة بالتجارب والفشل والتصحيح. تعميقك هذا المفهوم وإتقانك مهارة التصنيف وإعادة تأطير الفشل جزء من مهارات الحصانة من الفشل وتصميم نمط حياة يشبهك.


التمرين 🏋️

مدونة الفشل

  1. أحضر مشروبك ودفترك وقلمك المفضل. (أو استخدم هذا القالب)

  2. استحضر عددًا من المواقف من الأسبوع أو الشهر أو العام الماضي. (على غرار المثال)

  3. صنف كل موقف منها بحسب المفهوم: (زلة صغيرة - نقطة ضعف - فرصة تطوير)

  4. دوّن الملاحظات والتعاليم بجانب كل منها وبالأخص فرص التطوير.

هذه الأداة من الأدوات الخفيفة التي تستطيع تطبيقها دوريًا وإضافتها كجزء من عادات التدوين والمراقبة الذاتية.

نشرة نمطنشرة نمطنشرة أسبوعية تتجاوز فكرة «أنت تستطيع» إلى «كيف تستطيع» تحقيق أهدافك وتحسين نمط حياتك.