لا تشخصن رسائل الرفض 🤚🏻📨

رسائل الرفض تعني أني لا أزال أحاول، لا أزال موجودة على الخريطة، لا تزال لدي الرغبة في المواصلة وتحقيق ما أريد.

رسائل رفض / Imran Creative
رسائل رفض / Imran Creative

لا تشخصن رسائل الرفض

إيمان أسعد

كيف لك أن تقيس مدى نضجك؟ إذا تعرضت للموقف ذاته وتحسنت ردة فعلك تجاهه؛ ورسائل الرفض من أكثر المواقف التي تمتحن نضجك وتقيس تطوره، لأن التكرار من طبيعة رسائل الرفض.

وهذا العام تلقيت رسالتيْ رفض من أسوأ صنوفه: الرفض بعد القبول المبدئي.

في منتصف العام الماضي تلقيت دعوة مبدئية للمشاركة كضيفة في مهرجان أدبي مهم وفرحت بها كثيرًا، فهي خطوة لها ثقلها في مساري المهني كمترجمة أدبية وروائية. بعد شهور من الترقُّب والتخيلات الوردية، كنت في سيارتي حين فتحت الإنستقرام ووجدت أكثر من شخص في محيط معارفي من الوسط الأدبي يشاركون خبر حلولهم ضيوفًا على المهرجان. فماذا فعلت؟ صرخت في السيارة وشتمت نفسي! ثم ارتكبت تصرفًا أسوأ بكثير: لم أبارك لأي منهم. 

فداحة عدم المباركة أدركتها بعد أشهر حين التقيت ضمن عشاء جماعي بأحد الأصدقاء الذين حضروا المهرجان، كنت جالسة إلى جانبه وراح يسرد لنا عن تجربته كضيف هناك. وجدتني مستمتعة جدًا بالإصغاء إليه، وسعيدة من كل قلبي لأجله. لحظتها تذكرت أني لم أبارك له حين شارك خبر دعوته، وندمت أشد الندم أني سمحت لألم الرفض أن يمنعني عن مباركة صديق عزيز وغالٍ والفرح لأجله.

في مقالة «حبكة الرفض» (The Plot of Rejection)، يفسر الكاتب توني تولاثيموت خصوصية ألم الرفض بأنها، على خلاف الفشل، لا يخسر صاحبها شيئًا لأنَّ لا شيء أصلًا حدث ولا شيء سيحدث. فرسالة الرفض صفقت الباب أمامك قبل أن تبدأ، وكأنها تقول أنك لست أهلًا حتى لأخذ الخطوة الأولى.   

وأخطر ما في الرفض، كما يرى تولاثيموث، ليس اجترار الماضي أو الخوف من المستقبل، بل الاستغراق في الحاضر والتفكُّر في «حبكة الرفض»: ما الشيء الذي لم يعجبهم فيك، ما الذي ينقصك، ما الذي قالوه عنك، كيف وصفوك، ما الكلمة التي قيلت حين تقرر عدم القبول بك، هل كان قرار رفضك سهلًا مثل شربة ماء أم خاض جدالًا حادًّا.

قبل أسبوعين، في الأواخر من رمضان، تلقيت رسالة الرفض الثانية. 

في بداية العام كنت قد شاركت في تويتر وإنستقرام، وبكل فخر، خبر اختياري أستاذة ورشة الترجمة من الإنقليزية إلى العربية في برنامج الترجمة الأدبية الذي تقيمه جامعة بريستول في الصيف. برنامج يضم نخبة المترجمين والمترجمات من مختلف اللغات، سيرهم الذاتية مذهلة وتتفوق عليّ بالجوائز والمشاركات العالمية («معقول أنا بينهم!» كان الخاطر الذي ظلَّ يلازمني). 

تضمنت الرسالة المقتضبة اعتذارًا عن مواصلة ورشة الترجمة من الإنقليزية إلى العربية وإلغائها لعدم تسجيل أي طالب فيها، وربما تتاح فرصة للتعاون مستقبلًا. تلقيت الرسالة وأنا في فراشي أتصفح البريد الإلكتروني لآخر مرة قبل النوم (من بعدها قررت الكف عن هذه العادة 😒). حزنت، لكن لم أصرخ. لم أشتم نفسي هذه المرة. وعلى خلاف ما توقعت، نمت نومًا هانئًا. 

ليست المسألة أني اعتدت رسائل الرفض، فكل من يتلقاها يعرف أنَّه يستحيل اعتياد ألمها. المسألة أنني أدركت أنَّ رسائل الرفض تعني أني لا أزال أحاول، لا أزال موجودة على الخريطة، لا تزال لدي الرغبة في المواصلة وتحقيق ما أريد. كما أدركت أنَّ لا طائل من شخصنة رسائل الرفض لأن المسألة تتعلق بعمل مؤسسة كاملة، والأجدى التركيز على تحسين فرصي مستقبلًا. وتعلَّمت ألا أبخل بالمباركة والفرحة بحق لمن تصله رسالة القبول، لأنَّ لا شيء يسكِّن ألم الرفض مثل سعادة صديق أو زميل بمباركتك.

وهذا هو أسعد ختام ممكن أن تتمناه متى وجدت نفسك عالقًا في «حبكة الرفض». 

ملاحظة عالسريع 💡🏃🏻‍♂️: 

«الشخصنة» تعني أخذ الأمر على نحو شخصي زيادة عن اللزوم😡.


خبر وأكثر 🔍📰

صانع محتوى مجهول / Giphy
صانع محتوى مجهول / Giphy

صانع المحتوى ما عاد يريد إظهار وجهه!

  • ترند المؤثر مجهول الوجه! انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة حسابات مؤثري التواصل الاجتماعي الذي يصورون يومياتهم، أو هواياتهم وغير ذلك، دون تصوير وجوههم، وأحيانًا دون أصواتهم كذلك. وحصد وسم (facelessmarketing#) أي «التسويق مجهول الوجه» في إنستقرام على أكثر من 290 ألف مشاركة. 🫥📷

  • لماذا! يفضّل بعض المؤثرين أن يكونوا مجهولي الهوية لعدة فوائد. أولها أنَّ الأولوية ستكون للمحتوى دون شعور صانع المحتوى بالضغط لمجاراة توقعات الجمهور حول مظهره وأسلوب حياته، ومن شأن ذلك أن يعطيه مساحة للابتكار.  

  • اشتقنا إلى الأصالة! رصدت إحصائية أن 86% من المستهلكين يقدرون الأصالة في الإعلانات، وغالبًا ما يُنظَر إلى المحتوى الذي لا وجه له على أنه أكثر أصالة لأنه يؤكد الرسالة. كما يمثل إخفاء الهوية حلًا للتحديات التي تواجه الأشخاص الانطوائيين أو الذين يرغبون بخصوصية أكبر. كما يتمكن الأشخاص من بناء هوية العلامة التجارية حول قيم محتواهم وجمالياته بعيدًا عن تقلبات حياتهم، مما يساعد على استقرار علامتهم التجارية.🥷🏻 ™️

  • الشركات تحب صنّاع المحتوى المجهولين! يمكن للعلامات التجارية الإعلان مع مؤثر خفي بتكلفة أقل وابتكار وتميز أكبر من المؤثرين التقليديين، مما يُمكّن الشركات من توسيع نطاق حملاتها التسويقية واللجوء إلى أساليب إعلان متنوعة تضمن وصولهم لأكبر عدد ممكن من المستهلكين. كذلك تتجنِّب الشركة في تعاملها مع صانع محتوى مجهول صداع التعامل مع المخاطر المحتملة لتأثير حياته الشخصية وآرائه المعلنة في المنصات «اللي احتمال تجيب العيد!». 💰😲

  • هبَّة مؤقتة أم توجُّه دائم؟ يكفي أن تتابع قصة شيماء ونسمة الكاريزما في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» حتى يتبين لك الجانب المظلم من عرض صانع المحتوى خصوصياته على متابعيه. فعالم مشاهير المؤثرين تهددها «ثقافة الإلغاء» وتعطُّش الجمهور للانتقاد المستمر وإطلاق الإشاعات وتجييش المتابعين. ومع الحاجة المتزايدة للأصالة في التسويق، بعيدًا عن معرفة ما يجري خلف أبواب البيوت، يبدو أن التسويق المجهول الهوية سيحتل مكانًا في اقتصاد المؤثرين. ❌🤳🏻

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

لم أشعر بمرور الوقت أثناء متابعة فلم «ويكيد ليتيل ليترز» (Wicked Little Letters)؛ فهو يجمع الطابع العتيق والألوان المشرقة والحوارات المرحة، وبالطبع أوليفيا كولمان😍. بعد الحرب العالمية الأولى، هاجرت روز وعائلتها من إيرلندا إلى بريطانيا لتنشأ بينها وبين إيديث صداقة مميزة. روز لم تعش حياتها حسب أعراف المجتمع في عام 1920 التي حتّمت على النساء حدودًا لا يتخطّينها دون عواقب، بينما عاشت إيديث عزباء مع والديها. 👩🏻🍿 

  • قصة اختفت تطفو مجددًا. تعود أحداث الفلم إلى فضيحة حقيقية انتشرت في بريطانيا. لمَّا نشب الخلاف بين روز وإيديث حول الحديقة المشتركة، تلقَّت إيديث وعدد كبير من سكان المنطقة رسائل تصفهم بأشنع الأوصاف والاتهامات. تَتَّهم إيديث روز بكتابة هذه الرسائل ويتفق معها سكان «ليتل هامبتون» الذين لم تعجبهم تصرفات روز الخادشة للآداب العامة ثم تتوالى الأحداث. 😱📩

  • اختر قالبك. تعيش إيديث وفق قالب اختاره لها والدها الصارم، بينما صنعت روز قالبها الذي لا يقبله المجتمع برحابة صدر، ونلاحظ تعاسة إيديث ورغبتها في التحليق بعيدًا، إلا أنها تفعل ذلك بطريقة خاطئة. قد تُفرض علينا قيودٌ لا تتسق مع حقيقتنا ولكن إيجاد وسائل صحية نعبر بها عن أنفسنا هي الحل الأمثل. لن أخبرك أن تتمرد على المجتمع فأنت تعيش فيه، ولكن اصنع قالبًا داخل القالب أو خارجه، قالب يخصك وحدك لتجد المتعة ولا تخسر حياتك وحقيقتك.🗃️🪽

  • لماذا نحكم على الآخرين؟ تعتقد إيديث أنها أفضل من روز، فهي تمثِّل نقيضها في كل الجوانب، مما يدفعها إلى ظلمها بخبث يتنافى مع فضيلتها التي تدّعيها. عندما نحكم على الآخرين فنحن نعتقد أننا أفضل منهم - في الجانب الذي نحكم عليهم به على الأقل - ولكننا ننسى أن البشر لهم جوانب لا يمكن الاطلاع عليها، كما نغفل النقطة العمياء تجاه أنفسنا. الحكم على الآخر في حد ذاته ليس سيئًا لأنه يساعدنا على فهم الآخرين وتصنيفهم بناء على تعاملنا معهم، ولكن علينا سؤال أنفسنا عن أسباب حكمنا لئلا يدفعنا إلى ظلمٍ مقصود أو غير مقصود.😌⁉️

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • الحيرة في المشاعر هي ما تجعلنا متعلقين برغبة مشاهدة معظم أفلام نولان أكثر من مرة. ليس لأنها غامضة، بل لأنها تمنحنا «ارتياح الدهشة». 😳

  • نتابع أشخاصًا لا نطيقهم لكي نذكِّر أنفسنا بما يجب ألّا نكون عليه. لكن هل هذا فعلًا التفسير الوحيد؟ 🫠

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.