متى تكون الإقالة رصاصة رحمة؟ 🤕

من تدوينات نشرة أها! التي «ضربت» في تويتر تدوينة «عملك ليس عائلتك» لرويحة عبدالرب، وكان ذلك في أغسطس 2022. التدوينة مسَّت وترًا حساسًا في بيئة العمل مع طرحها ظاهرة مستشرية قائمة على تشبيه الشركة بعائلة أبناؤها هم الموظفون، وبما أنها عائلة فهي تتطلب التضحية من أفرادها.

ما ذكَّرني بهذه التدوينة قراءتي تدوينة في مدونة ديفيد هينمير هانسون بعنوان «موقعك في الفريق ليس مضمونًا» (You're not guaranteed a spot on the team)، والتي استهلها بالأفكار نفسها التي طرحتها رويحة قبل عامين. لكن الفكرة الجديدة التي لفتتني إشارته إلى الإقالة كرصاصة رحمة تنقذ الموظف المُقال من البؤس الذي يعيشه. 

وسأشاركك هنا الصورة المجازية التي اعتمدها في توضيح فكرته.

ثمة 11 مليون لاعب كرة قدم يحبون اللعبة ويستمتعون بها؛ يتقنون المهارات الأساسية للعبة، ويتفاوتون فيما بينهم في المهارات الإضافية ودرجة الإتقان وقوة الصمود. لنفترض أنك من ضمن أفضل 11 ألف لاعب كرة قدم في العالم، فرصك تظل شبه مستحيلة في الانضمام إلى مانشستر يونايتد الذي يسعى إلى ضم أفضل 11 لاعبًا في العالم.

لنقل أنك بمعجزة، جرى اختيارك لفريق مانشستر يونايتد لأنَّ المدرب رأى فيك إمكانية التطور. لكن، بما أنك لا تتمتع بالدرجة ذاتها من المهارات والإتقان لبقية اللاعبين، ستستنفد طاقتك ووقتك وصحتك في محاولة سد الفجوة ما بينك وبينهم. وإذا عجزت عن سدها في فترة قصيرة، بعد ثلاث أربع مباريات، تلك الفجوة ستتبين أكثر أمام اللاعبين والمدرب وبقية الفرق في الدوري الممتاز، وتسبب لك الألم والإحراج وربما تجعلك تكره اللعبة التي أحببتها. 

في هذا السيناريو، إذا لم تدرك أنَّك لست في المكان الصحيح وتستقيل، لن يكون أمام المدرب خيار آخر سوى إقالتك. 

هذه الإقالة، التي قد تبدو مؤلمة لك حينها، أعطتك فرصة الانضمام إلى نادٍ في دوري الدرجة الثانية الإنقليزي. الآن أنت لست فحسب في مكان يتناسب مع مستوى مهاراتك الحالي، بل اكتسبت من تجربتك القصيرة في الدوري الممتاز دروسًا تمكنك من التطور مع الوقت وتراكم خبرة المباريات. تركيزك لن ينصب الآن على اللهاث وراء سد الفجوة بينك وبين اللاعبين المتفوقين عليك بأميال، بل ستركز على تطوير مهاراتك الفردية والجماعية وفقًا لسرعتك، وفوقها ستلعب مع فريقك وأنت مستمتع باللعبة. 

ولأننا كبشر نحتاج أحيانًا إلى درس قاسٍ يرينا الوضع البائس العالقين فيه، الإقالة قد تكون رصاصة الرحمة التي لن تجعلك تدرك فقط أنَّ العمل ليس عائلتك، بل ستجعلك تدرك أنه ليس أيضًا حياتك. 

The New York Times

Top Chinese Swimmers Tested Positive for Banned Drug, Then Won Olympic Gold

New York Times

Working With Your Hands Is Good for Your Brain